English
Arabic

الحملة ضد المخدرات في يومها العالمي: بلاها وبلا بلاها


الحملة ضد المخدرات في يومها العالمي “بلاها وبلا بلاها”
الدولة تعمل لمكافحتها في يوم وتختفي طيلة السنة

المختلف هذه السنة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ان اطلاق حملة التوعية على الادمان، جرت في السرايا في حضور
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبدعوة من وزارة الصحة العامة وحضور الوزير علي حسن خليل، مع ٣ وزراء معنيين:
العدل شكيب قرطباوي، التربية حسان دياب، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، تحت شعار “المخدرات بلاها وبلا بلاها”.
وكرر بعض الوزراء كلاما قالوه قبل مدة في المؤتمر السنوي لنقابة الصيادلة وكان موضوعه مكافحة المخدرات، اعتقادا منهم
ربما ان الكلام الجوهري من الثوابت التي لا تغيرها ظروف ولا ازمنة، او ربما لان في الاعادة افادة. وبعدما قرأوا كلماتهم،
اعتذر نيابة عنهم الرئيس ميقاتي انهم مرتبطون بجلسة مجلس الوزراء، وانسحبوا “تاركين الحضور مع الكوكتيل” من دون
طرح اسئلة اراد البعض الاستفهام عنها.
وفي سجن رومية يوضع المتعاطون المخدرات مع أخطر التجار في زنزانة واحدة “ليتخرجوا” بعد مدة متعاطين بالفعل وتجار
بالقوة ففي لبنان لا يؤهل المدمن كما يجب بسبب غياب الامكانات المادية والاماكن المخصصة للعلاجات في المستشفيات، ولا متابعة نفسية كما يجب، انما فقط جهود بعض الجمعيات الاهلية مدعومة بعض الشيء من الدولة. وصغار تجار المخدرات في السجون، بينما كبارهم مدعومون، وكل سنة يلتقي اركان الدولة في اليوم العالمي ليقرأوا نصوصا عن اهمية مكافحة الادمان وحماية شبابنا من هذه الآفة، وتبقى حبرا على ورق. لذلك من الافضل الا نفكر في المخدرات في بلد بالكاد يقوم بالاصحاء فكيف بالحري المرضى والمدمنون! لذلك الوزارة محقة في شعار حملتها لهذه السنة: “بلاها وبلا بلاها”.
واكد ميقاتي في كلمته التي ختم بها اللقاء، طلبه الى الاجهزة الامنية عدم التساهل في مكافحة اعمال الشغب والجريمة والارهاب وادمان المخدرات والاتجار بها او ترويجها، بالتزامن مع حملة التوعية هذه. وقال: طعلينا جميعا ان نتجند في حملات مكافحتها وان ننخرط في مشاريع التوعية والتحصين لأن ما من احد يمكن ان يعتقد، ولو للحظة، انه يمكن ان يكون في منأى عن اخطار هذه الآفة ومضارها المعنوية والمادية.
قدمت المتكلمين الزميلة سمر بو خليل، وتم عرض فيلم ترويجي لمكافحة المخدرات مع نجوم معروفين. والقى ايلي اعرج كلمة الجمعيات الاهلية، مقترحا بعض التوصيات.
وتحدث وزير التربية عن الارتفاع المتسارع في نسبة متعاطي المخدرات، خصوصا في اوساط الشباب، وهناك نحو ٢٤ الفا من فئة الشباب، ونحو ٥,٣ في المئة من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة من عمر ١٣ الى ١٥ سنة قد تعاطوا ولو لمرة واحدة، نوعا او اكثر من المخدرات. وتحدث عن مشروع تعزيز الوقاية من المخدرات في المدارس الرسمية وقد بدأ تنفيذه بمرحلة نموذجية تشمل ثماني ثانويات رسمية في العاصمة. واختصر وزير الشؤون الاجتماعية وائل بو فاعور كلامه بنقاط أربع، “لأن الجمهور مل كلام السياسيين” وهي أن قدر هذا الوطن أن يبقى في عين المخاطر ومنها المخدرات، وأن الدولة تعمل في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وتختفي كل السنة، وأن المختلف هذه المرة، أن الدولة خطت خطوة وهي مبادرة وطنية واحدة، واثمر الجهد قيام المجلس الوطني لمكافحة المخدرات.
وتحدث وزير العدل شكيب قرطباوي عن مواقع ثلاثة تحتاج الى معالجات: الموقع الاول يتعلق بالعائلة والثاني بالجامعة وروادها وبالعمل ورفقة العمل. والثالث، يتعلق بالدولة وعملها. “فمن مكافحة تجارة المخدرات وادمانها الى ايجاد المصحات الضرورية لمعالجة المدمنين ومساعدتهم على الخروج من مرضهم، الى معاقبة القضاء تجار المخدرات ومروجيها، كلها أمور ضرورية نعمل جميعاً عليها، الا أن نسبة النجاح، ولنقلها بصراحة، لا تزال متدنية”.
وطلب وزير الصحة العامة بالاطلاق العملي للمجلس الوطني لمكافحة المخدرات وفق المادة ٢٠٥ وتوزيع الادوار وفق ما تم الاتفاق عليه لجهة تحديد صلاحية كل وزارة ووضع استراتيجية عمل موحدة وخريطة مهمات. وتوسيع حملات التوعية، والمكافحة ودور وزارة الداخلية والتنسيق بين الاجهزة، وتطبيق القانون لجهة اعتبار المدمن مريضا يجب احالته الى المستشفى والمركز، وليس الى السجن.
وعلى مستوى وزارة الصحة العامة، توفر الامكانات الفنية والمادية الكافية لمعالجة المدمنين وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع وزيادة الاعتمادات التي دفعت لسنة ٢٠١١.

جريدة النهار – الأربعاء ٤/٧/٢٠١٢